المعلومات، كنز العصر الحديث

تصنيف المقالة: تقني
نشرت في أبريل 26, 2023

المعلومات هي أهم سلاح استخدمه الإنسان في مواجهة التحديات على مر العصور، إلا أن هناك تفاوتاً كبيرا في استثمارها والاستفادة منها باختلاف العصور والمجتمعات.

لقد مرت البشرية بعدة مراحل في تطورها، حيث تسمى المرحلة الأولى التي اعتمد فيها الانسان على المواد الخام الأولية بالمجتمع الزراعي أو ما قبل الصناعي ، ثم جاءت بعد ذلك مرحلة المجتمع الصناعي الذي تم فيه استبدال الأدوات اليدوية  بالآلات الميكانيكية، مما ترتب عليه نمو الإنتاج الصناعي، أما المرحلة الثالثة و التي نعيش أحداثها الآن فهي مرحلة المجتمع ما بعد الصناعي الذي يعتمد في أغلب نشاطاته على المعلومات .

يوصف عصرنا بأنه عصر المعلومات لأنه استثمر هذه الثروة بشكل غير مسبوق،  وقد ارتبط نجاح وازدهار كل المجالات بمقدار استفادتها من المعلومات المتاحة، ولا نبالغ إن قلنا أنها اليوم هي المعيار الذي تقسم الدول والمجتمعات على أساسه إلى دول متقدمة وأخرى متخلفة، لذلك فهي اليوم تمثل رأس مال حقيقي للمجتمعات الواعية القادرة على الاستفادة من هذا الكنز واستخراج فوائدة الكامنة واستثمارها.

يمكن تعريف المعلومات بأنها البيانات التي تمت معالجتها لتصبح ذات معنى مُعيّن ويمكن استعمالها لغرض مُحدّد، وبذلك يمكن تداولها، وتسجيلها، ونشرها، وتوزيعها، فى صورة رسميّة أو غير رسميّة وفي أي شكلٍ، لأنها تكون حقائق ينتهي إليها البحث العلميّ بعد عدة مراحل من التنقيب، والاستقصاء، والاستقراء، والتجارب التي بُنيت على المنهج العلميّ.

كما أنها أساس أغلب النشاطات في العصر الحديث، فهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء كان ذلك عبر استخدام الهواتف الذكية أو التسوق عبر الإنترنت أو حتى التعامل مع الحكومات والشركات، وتتولد بعد معالجة البيانات التي يمكن الحصول عليها بطرق متعددة.

بشكل عام، يمكن القول أن المعلومات تلعب دورًا حيويًا في حياتنا اليومية، وتساعد على تحسين الأداء والفعالية في مختلف المجالات، ولا يقتصر دورها على المستوى الفردي والمؤسساتي فحسب، بل يمتد إلى المستوى الحكومي والدولي، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها في تحليل البيانات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهذا يمكّن الحكومات من اتخاذ القرارات الحكيمة والمدروسة في مجالات مختلفة كالصحة والتعليم والاقتصاد والبيئة، كما يمكن استخدامها في التخطيط الاستراتيجي للدول وتحديد سياسات التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة.

ومع ذلك، يجب علينا أن ندرك أن المعلومات يمكن أن تكون مصدرًا للخطر إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، ويمكن استخدامها بطرق غير مشروعة أو غير أخلاقية. لذلك، يجب علينا أن نحرص على حماية خصوصيتنا وحقوقنا وأن نطالب بضمانات الأمان والحماية عند تبادلها واستخدامها، وأن نحرص على تطوير مهارات البحث والتحليل والتفكير النقدي، حيث تمثل هذه المهارات أدوات أساسية للحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة وتحليلها وتفسيرها بشكل صحيح، وهي مهارات يجب علينا تطويرها من خلال الدراسة والتعليم والتدريب العملي، وكذلك من خلال الاستفادة من المصادر المتاحة على الإنترنت والتفاعل مع المجتمعات الأكاديمية والمهنية.

المعلومات، كنز العصر الحديث

أشكال وأنواع المعلومات:

يمكن تصنيف المعلومات إلى الأنواع التالية:

  • التطويرية أو الانمائية: هي التي تفيد في تحسين المستوى المعيشي و العلميّ والثقافيّ للإنسان، وتوسيع مداركه.
  • الإنجازيّة: هي التي يستفيد منها الإنسان في إنجاز عملٍ، أو مشروع، أو اتخاذ قرار.
  • التعليميّة: هي التي يتلقاها الطلبة خلال مراحلهم الدراسيّة المختلفة.
  • الفكريّة: هي المتعلقة بالأفكار والنظريّات والفرضيّات التي يضعها الإنسان حول العلاقات الممكنة بين الظواهر والأشياء لتفسيرها.
  • البحثيّة: هي التي يحصل عليها الإنسان نتيجة التجارب المعملية أو الأبحاث الأدبية،  وتشمل التجارب نفسها، وإجراءها، ونتائج الأبحاث، وبياناتها.
  • النظاميّة: هي التي تُساعد الباحث على إنجاز بحثه بشكل أكثر دقة، وتشمل الوسائل التي تستعمل للحصول على المعلومات والبيانات الصحيحة.
  • السياسيّة: هي التي تخصُّ المواضيع السياسيّة، وعمليّات اتخاذ القرار المتعلقة بها.
  • التوجيهيّة: هي التي يحصل عليها الإنسان من خلال توجيهات الآخرين.
خصائص المعلومات:
  • القدرة على التشكيل أو إعادة الصياغة في صور مختلفة.
  • إمكانيّة نقلها ونشرها بسهولة.
  • الوفرة، ولذلك أخذ منتجوها يضعون القيود على انسيابها لجعلها سلعةً تخضع لقوانين العرض والطلب.
  • عدم تأثُّرها بالاستهلاك، بل على العكس، فهي عادةً ما تنمو مع زيادة استهلاكها.
  • سهولة النسخ بوسائل يسيرة وبسيطة، وتوجد في متناول الجميع، باستثناء المعلومات التي توضع عليها قيود كحقوقٍ للملكية.
  • القدرة على تصحيح المعلومات الخاطئة من خلال تتبُّع مساراتها قبل الوصول إلى النتائج النهائيّة،
  • عدم القدرة على الحكم القاطع بصحّة الكثير منها، فيشوبها عدم اليقين، والقابليّة للتغيير والنقض.

اقرأ أيضا: أدوات إدارة المشاريع

فيما يلي بعض المجالات التي تستهلك المعلومات وتتعامل معها بشكل مكثف:

المعلومات وصنع القرار:

إذا نظـرنا إلى النــشاط البشري باعتباره سلسلة متصلة من القرارات،  فإننا نحتاج إلى كمية كبيرة من المعلومات التي يمكن الاعتماد عليها في عملية صنع القرار، ويكون بمقدورها الاستجابة الكاملة لاحتياجات متخذ القرار، وهي تلك التي يمكن الحصول عليها من خلال نظام معلوماتي مبني على أسس علمية ويتم التعامل معه من قبل أناس مختصين ، ولكي تشكل مثل هذه المعلومات المرجعية والإسناد الكامل لصانع القرار لابد أن تكون مستوفية لكافة المتطلبات اللازمة لدراسة الموضوع محل البحث والتحضير لاتخاذ القرار، كما أن عمليات صنع القرار الجيد يجب أن تمر بالمراحل التالية:

  • إدراك وفهم طبيعة الموضوع أو المشكلة والبيئة المحيطة بها، وما يرتبط بذلك من خلفيات وأسباب ودوافع.
  • إدراك ما يطرأ من تغيرات على البيئة، والتعرف على أبعاد هذا التغير وطبيعته وأسبابه.
  • التعرف على البدائل المختلفة والإمكانيات المتوفرة والمطلوبة للتعامل مع هذه المشكل أو التغير.
  • تحديد البديل المناسـب واتخــاذ القرار بشأنه.
  • تنفيذ القرار المتخذ.
  • متابعة آثار ونتائج التنفيذ.

إن المرور بهذه المراحل المختلفة يتطلب توفر معلومات دقيقة ومحدثة باستمرار، كما أنه يؤدي إلى إكسابنا خبرات جديدة وإنتاج المزيد منها لتضاف بدورها إلى ما سبقها من مخزون معرفي يستفاد منه لاحقا.

المعلومات والبحث العلمي:

 يحتل مجال الدراسات البحثية والعلمية جانباً مهماً من جوانب التطور والتقدم نحو الافضل، وللبحث العلمى الدور الأكبر في مسيرة التنمية والرقى المجتمعي وفى جميع المجالات (الاقتصادية – السياسية – الصناعية – الزراعية – العسكرية… الخ) ولذلك فإن لكلٍ من هذه المجالات نظمها البحثية الخاصة بها والتي تعمل لخدمتها، وتعتبر مراكز البحوث رافدا مهما لتحضير وتهيئة المعلومات الحيوية التي تخدم الأهداف الاستراتيجية لبناء المجتمع، حيث يتفاعل البحث العلمى معها في المساحات التالية:

  • استثمار المعلومات والحقائق المعروفة وذلك بالاطلاع على البحوث والدراسات السابقة في المجال للاستفادة منها والبناء على نتائجها.
  • إضافة نتائج البحوث التي يتم اجراءؤها لتغني المجال وتنمي مهارات الإنسان وقدراته.
  • الاستعانة بوسائل وأدوات جمع البيانات للحصول على بيانات دقيقة ومحدثة.
  • تساعد المعلومات في تحديد الموضوعات المهمة وذات الأولوية للبحث العلمي.
  • تستخدم الأدوات الحاسوبية، مثل برامج المعالجة الإحصائية والتحليل البياني والنظم الخبيرة والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لتحليل المعلومات بسرعة ودقة وإنتاج نتائج دقيقة وشاملة.

لذلك فإن للمعلومات دور كبير وفوائد لا يمكن الاستغناء عنها للبحث العلمى، كما أن البحوث العلمية نفسها وما تخرجه من نتائج واستنتاجات وتوصيات تمد المعرفة البشرية بمخزون معرفي جديد ومهم.

المعلومات والمؤسسات:

تستخدم المعلومات في المجال الإداري والصناعي والخدمي لجميع المؤسسات لسد حاجات عديدة وفي جميع المستويات ،حيث تعتبر من أفضل الأدوات لتجسير المسافة بين المنظمة والبيئات المحيطة والعاملة فيها.

إن مدراء المؤسسات والشركات هم بأمسّ الحاجة إلىها لكي يتعاطوا بشكل جيد مع الجهات الخارجية (من زبائن، ومنافسين، وإدارات عامة وحكومية، وممولين، وموردين)، لذلك فإن الحصول علىها عن الجهات الخارجية لصالح المدراء يعتبر من الأمور المؤثرة في عمل وعمليات مؤسساتهم وشركاتهم.

من أهم فوائد المعلومات للمؤسسات والشركات:

  • تمكّن المؤسسات والشركات من اتخاذ القرارات الصحيحة والمدروسة بناءً على البيانات المتاحة، وفي الوقت المناسب.
  • تساعد في فهم السوق والعملاء وتحليل سلوكهم واحتياجاتهم.
  • تساعد في تحديد المنافسين وتحليل استراتيجياتهم وتطوير استراتيجيات تنافسية أفضل.
  • تساعد في توجيه الاستثمارات وتحديد الفرص الاستثمارية الواعدة.
  • تمكّن المؤسسات والشركات من تطوير المنتجات والخدمات وتحسينها بناءً على تحليل البيانات والمعلومات.
  • تساعد في تحسين إدارة العمليات في مراحل الإنتاج والتوريد والتسويق.
  • تساعد في تحديد المشكلات والتحديات التي تواجه المؤسسات والشركات والبحث عن حلول مبتكرة وفعالة لهذه المشكلات.
  • تساعد في تحقيق الربحية والنمو وتحسين الأداء المالي للمؤسسات والشركات.
  • تحسن القدرة على إصدار مختلف التقارير الدقيقة بأشكالها المتعددة وفي الوقت المناسب لكل مستوى من المستويات الإدارية ولجميع الوظائف.

تعتمد لمة على الجمع والتوظيف الدقيق للمعلومات في كل عملياتها المتعلقة

بتطوير وتحسين الأعمال وتقديم منتجات رقمية عالية الجودة لعملائها.

التعليقات

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

DevOps: تكامل التطوير والعمليات

DevOps: تكامل التطوير والعمليات

عند تطوير مشاريع تقنية المعلومات، يشترك فريقان في العمل على المشروع، الأول هو فريق التطوير (Development Team) الذي يقوم ببناء المنتج برمجيا ، والثاني هو فريق العمليات   (Operations Team) الذي تسند إليه عمليات التسليم والإدارة والنشر والتسويق والمتابعة للمنتج، تقوم DevOps، وهي اختصار لاسم الفريقين، بتسهيل عملية التواصل بين الفريقين بطريقة تزيد من جودة المنتج وثقة الزبون.

سجل لتلقي أحدث الأخبار

قم بالتسجيل لمتابعة أحدث المقالات في عالم التقنية والغنية بالمعلومات التي تهم كل المهتمين بهذا المجال.
ستصلك كل مقالاتنا المنشورة عبر بريدك الإلكتروني