الدراسة والعمل: 4 استراتيجيات للنجاح

تصنيف المقالة: ثقافي
نشرت في مارس 27, 2023

تتعدد الدوافع التي تجعل الطلاب يزاوجون بين الدراسة والعمل، كما تختلف التقييمات لهذه الخطوة بين من يراها تعزيزا للخبرة والتجربة، ومن يراها ملهية ومشتتة وأحد أسباب الفشل المحقق، لكن تظل الحقيقة الثابتة أن كثيرين نجحوا في خوض هذه التجربة والموازنة بين الأمرين، مما يجعل هذا الأمر ممكنا رغم الصعوبات، سنحاول في مقالنا هذا استكشاف الأمور التي تساعد الطلاب على المواءمة بين نجاحهم الدراسي والعملي.

يجب أن نفهم أولا أن العمل أثناء الدراسة ثقافة شائعة في كثير من المجتمعات، لعل المجتمعات الأوروبية أبرزها، حيث يسمح للطالب بالعمل، بل إن الحكومات والجامعات تؤمن أعمالا للطلبة تتراوح مدتها من 2-4 ساعات يوميا، وفق دوام جزئي وبشكل معلن ورسمي، كما نشاهد كثيرا من طلابنا في ليبيا ينخرطون في أعمال تقترب أو تبتعد من تخصصاتهم أثناء دراستهم.

لعل أهم الدوافع للعمل بجانب الدراسة هو كسب المال الذي يعين الطالب على مصاريفه الجامعية والشخصية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المتردية عالميا، وارتفاع معدلات التضخم، ففي استطلاع للرأي سنة 2022 قال 82% من الطلاب أنهم قلقون بشأن كيفية تغطية نفقاتهم أثناء دراستهم، بل أن كثيرين منهم يفكرون في إنهاء دراستهم الجامعية لهذا السبب.

مع ذلك فليس المال وحده هو الدافع لعمل الطلاب، فتجربة العمل تكسب الطالب خبرات ومهارات ومعلومات لا يمكن الحصول عليها بدونها، مما يؤثر بشكل كبير على مستقبلهم ومسارهم المهني بعد التخرج، يقول جاي راسل (Jay Russell)، مدير وظائف الحرم الجامعي في جامعة ريدينج (Reading): “حتى إذا كان الطالب آمنًا ماليًا بما يكفي لعدم الحاجة إلى العمل أثناء دراسته، ما زلنا نقترح العمل بدوام جزئي أو العمل التطوعي، لأن خبرة العمل أمر مهم للغاية”.

إن المواءمة بين الدراسة والعمل، والنجاح فيهما معا أمر يتسم بالصعوبة، إلا أن مفتاح النجاح هو التخطيط والالتزام، سنحاول هنا تقديم استراتيجية رباعية المكونات لتحقيق هذه المهمة الصعبة:

صعوبة التوفيق بين الدراسة والعمل
الدراسة والعمل، التحدي الأكبر
1- أدر أوقاتك بفاعلية:

 أهم المهارات للنجاح بشكل عام في الحياة، وتظهر أهمية ذلك بوضوح في الموازنة بين الدراسة والعمل، هو الاستثمار في الوقت، وهو رأس مالنا الذي منحه الله بشكل متساوٍ لجميع البشر، فكل العظماء أنجزوا أعمالهم خلال 24 ساعة من يومهم، كما أن كل الفاشلين أهدروا نفس العدد من الساعات تماما.

لتحقيق إدارة فعالة للوقت نقترح التالي:

  • وزع أوقاتك بشكل مرن: لابد من وضع جدول زمني لتنظيم أوقاتنا، ومن الطبيعي أن تكون بعض أجزائه ثابتة كأوقات الدوام المحددة في جانبي الدراسة والعمل، إلا أن الذكاء يكمن في توزيع باقي النشاطات غير المحددة بزمن بطريقة ديناميكية مرنة تسمح بتغيير المواعيد عند حدوث أي طارئ، ولكن إياك أن تهمل أداء تلك الأعمال المؤجلة، فقط غير موعدها لأقرب فرصة ممكنة. يمكنك استخدام برامج قوائم المهام أو التقويمات لكتابة مهامك اليومية وشطب ما تم إنجازه منها، وقم بإعلان هذه المهام قدر الإمكان حتى لا يقاطعك أحد عند أداء أعمالك وواجباتك.
  • خطط لتميزك الدراسي: يفقد كثير من الطلاب البوصلة فينسون أهدافهم النهائية نتيجة ضغط العمل ويومهم المكتظ بالتفاصيل الصغيرة، يجب أن يكون واضحا في ذهنك ما تريد الوصول إليه، والوسائل التي توصلك إلى هذا الهدف، غالبا لن تكون المحاضرات الدراسية وحدها هي التي تجعل منك متميزا في مجالك، بل لابد من إثراء مسيرتك بكثير من المصادر الخارجية، قم بإنشاء جدول زمني للدورات والمحاضرات التي تعزز تخصصك، وقم بتوزيعها على خارطة طريق واضحة لديك، إن كل فشل كبير ما هو إلا نتيجة إهمال التفاصيل الصغيرة، تذكر ذلك جيدا.
  • حافظ على علاقاتك الاجتماعية: يجب عليك الحفاظ على علاقاتك العائلية وعلاقتك بأصدقائك، حاول أن تجدول نشاطا واحدا أسبوعيا في هذا المجال، فنحن بشر نحيا في مجتمع بشري ولسنا مجرد آلات لكسب المال أو الشهرة أو العلم.
  • خصص وقتا لنفسك: لتجنب الشعور بالإنهاك والضغط، يجب عليك أن تقتطع بعض الوقت لنفسك، ولنفسك فقط، حتى ولو كان هذا الوقت لشرب القهوة أو قراءة كتاب، قد يبدو لك هذا الأمر تافها، ولكنك بمجرد التعود عليه سيصبح عادة ملازمة لك، وستجد فيها كثيرا من الراحة العقلية والنفسية التي نحن بأمس الحاجة إليها لشحذ عزائمنا ومواجهة بيئة مليئة بالضغوط والتحديات.
2- ادرس بذكاء:

عندما تقرر أن تزاوج بين الدراسة والعمل في نفس الوقت، يجب أن تولي الدراسة اهتماما كبيرا عكس المتبادر إلى الأذهان، فالعمل هو النشاط الثانوي بينما تظل الدراسة هي نشاطك الأساسي في هذه المرحلة، لذلك اتبع التالي:

  • كن منظما: تتعدد أوجه التنظيم، ولكن نتيجتها النهائية هو زيادة الإنتاجية بشكل كبير، ابدأ بتنظيم مكان دراستك ومذاكرتك لخلق بيئة مرتبة خالية من المشوشات والمقاطعات، كما يجب عليك توزيع أوقاتك بين المواد الدراسية، والعمل على المشاريع المختلفة في وقت مبكر للتخلص من الضغط المزعج لأوقات التسليم.
  • سجل ملاحظاتك خلال الشرح: غالب ما يقوله الأستاذ خلال شرح الدروس هو ما يجب التركيز عليه، لأنه يتضمن الأفكار الرئيسية وخلاصة الموضوع، كما أن كثيرا من الأساتذة يتعمدون أن تأتوا بالمواد المشروحة في الامتحان ليتأكدوا من مدى متابعة الطلاب لما يقولون، يمكنك تبادل ملاحظاتك المسجلة مع زملائك للحصول على نظرة أكثر شمولا لموضوع الدرس.
  • قلل المشتتات من حولك: أهم عنصر في عملية المذاكرة يتمثل في تركيز كل جهدك على القيام بالمهمة التي بين يديك، لذلك أغلق هاتفك المحمول والتلفاز، واترك مواقع التواصل الاجتماعي أثناء المذاكرة، يمكنك استخدام بعض التطبيقات المخصصة لتنظيم استخدامك لهذه المواقع وكذلك زيادة تركيزك، وعندما تنتهي من عملك، يمكنك إزالة الحظر عن هذه المواقع كما كانت من قبل، كما يجب عليك إبلاغ كل من حولك بأوقات مذاكرتك وأنك لن تكون متاحا في هذه الأوقات للمساعدة في أي عمل آخر.

3- اعمل بكفاءة:

قرارك الخلط بين الدراسة والعمل هو خيارك الشخصي، ويجب عليك أن تتحمل المسؤوليات المترتبة عليه بكل شجاعة، كما أن مديريك في العمل يتوقعون منك إنجاز ما تكلف به من أعمال، لذلك كف عن التذمر، وحاول تطبيق النقاط التالية:

  • اصنع قائمة عمل ذكية: ضع على قائمتك كل المهام التي يجب عليك إنجازها في العمل، بما في ذلك تقديم التقارير والرد على البريد الإلكتروني والاجتماعات الملزم بحضورها، وغير ذلك من الأشياء التي ينبغي عليك إتمامها خلال يومك، ثم قم بترتيب الأولويات بوضع المهام الأكثر أهمية في رأس القائمة وأزح المهام الأقل أهمية إلى الأسفل، حاول ألا تهدر وقتك في أي أعمال هامشية قدر الإمكان، بالإضافة إلى ترتيب مكان عملك وملفاتك المبعثرة واحرص على ألا تترك أي شيء على طاولة العمل إلا ما له علاقة بالمهمة الحالية لا غير.
  • استثمر في العمل الجماعي: العمل ضمن فريق بيئة رائعة للإنجاز وزيادة الإنتاجية متى تعاون الجميع على إنجاح ذلك والاستفادة منه، أسند الأعمال إلى الأشخاص المناسبين الذين يمتلكون المعرفة والمهارات اللازمة لإتمام العمل، وقم بتقسيم المهام والمشاريع الكبيرة والمعقدة إلى أجزاء صغيرة ووزعها على أعضاء فريقك، وستكتشف أنه يمكنك إنجاز أعقد الأعمال في زمن قياسي، كما يجب عليك أن ترفض أي مهام أو مسؤوليات إضافية خارج إطار ما كلفت به، تذكر أن لديك مواعيد ومشاريع خاصة بالدراسة لا يمكنك تفويتها.
  • تحدث إلى مديرك حول دراستك: يجب أن يكون مديرك في العمل على علم بأنك تدرس، إياك إخفاء هذا الأمر عليه، عليك أن تؤكد له بأن دراستك سوف تساعدك على اكتساب مزيد من المهارات المطلوبة والمفيدة، وستساعدك على الترقي الوظيفي والإنجاز الفعال فيما تكلف به من أعمال، لو استطعت إقناع مديرك أو صاحب العمل بذلك، فهذا سوف يسهل عليك كثيرا التوفيق بين الدراسة والعمل، ومساعدتك في تنظيم مواعيد العمل بما يتلاءم وجدولك الدراسي، المهم أن تفعل ذلك في أول مقابلة وترى ردة الفعل على هذا الأمر لتستطيع اتخاذ القرار المناسب فيما يخص استمرارك في العمل من عدمه.

اقرأ أيضا: استضافة المواقع، خيارات يجب فهمها

4- واجه الضغوط:

كثيرة هي الضغوط التي تواجهك في مسيرة الدراسة والعمل، المهارة تكمن في مواجهة هذه الضغوط والتعامل معها بحكمة لتجاوزها والتغلب عليها، هنا ستجد بعض النصائح لفعل ذلك:

  • افصل بين الدراسة والعمل: لا تفكر في العمل أثناء الدراسة والعكس صحيح، ركز فقط على فعل شيء واحد كل مرة، كما لا تحضر كتبك أو دفاترك الدراسية للعمل، ولا تحضر أدوات العمل للجامعة أو المدرسة، هذا السلوك سيجعلك تركز على ما تقوم به بدل تشتت أفكارك وعدم إنجازك في الجانبين.
  • احصل على استراحة مناسبة: لكي تستجمع قواك وتستأنف عملك ودراستك بذهن صاف، عليك التمتع بأوقات استراحة منتظمة وافعل فيها ما تحب من نشاطات وهوايات مختلفة، كما يجب عليك أن تتعود على أخذ راحة قصيرة كل ساعتين تتراوح مدتها بين 5-10 دقائق لا أكثر، حتى لا يتحول الأمر إلى حيلة لإهدار الوقت والانخراط في نشاطات سلبية تستغرق كثيرا من الوقت دون فائدة كالمحادثات الطويلة مع الزملاء أو نسيان أنفسنا على منصات التواصل الاجتماعي.
  • كن نشيطا: الحصول على نمط عيش صحي هو مفتاح النشاط والحيوية، وهي أمور عادة ما نهملها وسط انشغالاتنا المختلفة، مثلا ممارسة الرياضة يقلل كثيرا من شعورنا بالضغط والتوتر والقلق ويعزز ثبات الحالة المزاجية والثقة بالنفس. كما أن الحصول على قسط كاف من النوم يعزز من قدرتنا على التذكر والتركيز، ونوع الطعام الذي نتناوله له انعكاس مباشر على صحتنا، لذلك احرص على تناول الطعام الصحي الغني بالألياف ومضادات الأكسدة، وابتعد عن الأطعمة الدهنية والسكريات والمنبهات التي تؤثر على مواعيد نومك وتتركك في حالة من التعب والخمول.

قدمت لمة العديد من فرص العمل لدعم الطلاب وصقل خبراتهم في المجالات التقنية

مما يكسبهم الخبرة اللازمة للانخراط في سوق العمل بكل سهولة.

للتعرف على تجاربنا

التعليقات

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

DevOps: تكامل التطوير والعمليات

DevOps: تكامل التطوير والعمليات

عند تطوير مشاريع تقنية المعلومات، يشترك فريقان في العمل على المشروع، الأول هو فريق التطوير (Development Team) الذي يقوم ببناء المنتج برمجيا ، والثاني هو فريق العمليات   (Operations Team) الذي تسند إليه عمليات التسليم والإدارة والنشر والتسويق والمتابعة للمنتج، تقوم DevOps، وهي اختصار لاسم الفريقين، بتسهيل عملية التواصل بين الفريقين بطريقة تزيد من جودة المنتج وثقة الزبون.

سجل لتلقي أحدث الأخبار

قم بالتسجيل لمتابعة أحدث المقالات في عالم التقنية والغنية بالمعلومات التي تهم كل المهتمين بهذا المجال.
ستصلك كل مقالاتنا المنشورة عبر بريدك الإلكتروني