منذ أن أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) عن اليوم العالمي للإنترنت الآمن (Safer Internet Day/SID) تحت شعار “معاً من أجل إنترنت أفضل”، بدأت دول العالم في الاهتمام بهذا اليوم لما له من تأثير على شريحة لها أهمية خاصة لكل المجتمعات وهي شريحة الأطفال والشباب، وذلك بهدف تعزيز الاستخدام الآمن والايجابي للتكنولوجيا الرقمية، حيث تنعقد بهذه المناسبة الفعاليات والأنشطة التي تسلط الضوء على كيفية خلق مجتمع انترنت آمن، ويتم ذلك بدعوة كل أصحاب المصلحة المتمثلين في الشباب وذويهم والمعلمين والاخصائيين الاجتماعيين والقانونيين والأجهزة الأمنية و الشركات بمختلف أنواعها وصناع القرار إلى التعاون الفعال من أجل المساعدة في خلق إنترنت أفضل وأكثر أمنا.
يأتي هذا الاحتفال كل عام وسط انتشار الجرائم الالكترونية والقرصنة، واستخدام الانترنت للتأثير على فئات متعددة من المجتمعات وبخاصة الأطفال، والمراهقين، والشباب، وتتعرض العديد من دول العالم لمحاولات قرصنة إلكترونية ومحاولات متتالية لاختراق شبكاتها وأنظمتها الإلكترونية مما يسبب ضرراً شديداً اجتماعياً، وأمنياً، واقتصادياً، وسياسياً.
في ظل هذه الأجواء يجب أن يتعاظم الدور الشخصي لدعم جهود الدول لتوفير بيئة إنترنت آمنة، وذلك من خلال اتباع كافة التعليمات التي تصدرها الجهات المعنية في الدولة، والمحافظة على سرية المعلومات الإلكترونية، وتفعيل برامج مكافحة الفيروسات، والتحديث الدوري لمتصفح الانترنت خاصة، ولكافة البرامج عامة، والاستفادة من الإمكانات الأمنية المختلفة كتفعيل ميزة التحقق بخطوتين وغيرها، وهي وسائل يجب علينا الالتزام بها، بل وتوعية كل من حولنا بأهمية اتباعها حفاظاً على الخصوصية والمكتسبات البشرية والمادية.
ماذا يعني مفهوم الإنترنت الآمن؟
الإنترنت الآمن هو مفهوم يعني بقاء كافة المعلومات الشخصية تحت سيطرة الشخص، والمحافظة على هذه المعلومات من عمليات السرقة أو الاختراق، بالإضافة إلى توعية الشخص بما قد ينتج عن الإفصاح عن تلك المعلومات الشخصية لشخصٍ آخر قد يستغل تلك المعلومات فيما بعد.
هنالك الكثير من التحدّيات والمخاطر التي تحيط بأطفالنا عند استخدامهم للإنترنت، سواءً عند ممارستهم الألعاب الإلكترونية او استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كانستغرام أو فيسبوك أو مشاهدة الفيديوهات على منصّة يوتيوب، ومن أهم هذه المخاطر:
الابتزاز الإلكتروني:
ويحدث هذا النوع من المخاطر عند التهديد بتسريب صور مفبركة أو محادثات أو معلومات سرية، وعادة ما يقع ضحية الابتزاز الفتيات الصغيرات، وقد شهد العالم العربي مؤخرا عددا من الحالات المأسوية والتي انتهى بعضها بانتحار الضحية خوفا من الفضيحة أو بدافع تأنيب الضمير.
على الأهل في مثل هذه الحالات التحلي بالهدوء التام، ودعم الضحية، والمسارعة بجمع الأدلة، كأي رسائل إلكترونية أو لقطات للشاشة أو تسجيلات، يمكن من خلالها اثبات هذا التهديد أو الابتزاز، ثم التوجه للجهات الأمنية لطلب المساعدة.
التنمّر والتحرش الإلكتروني:
يتعلق التنمر غالبا بالتعرض للسخرية أو توجيه الإساءة بسبب العرق أو الدين أو الشكل أو غيرها من السمات، وهو ما يتعرض له الأطفال عادة في الأحاديث المتبادلة على مواقع التواصل أو عند اللعب الإلكتروني، بينما يكون التحرش بإرسال تعليقات أو صور تحتوي إيحاءات أو معان غير مقبولة، كالإيحاءات والصور الجنسية أو المحرضة على العنف.
يجب التعامل مع التنمر والتحرش الإلكتروني بنفس طريقة التعامل مع الابتزاز الإلكتروني، مع الابتعاد عن أي مصادر للتحرش والتنمر، وتوعية الأطفال بهذه المخاطر، وضرورة التبليغ عنها حال وقوعها بدون خوف.
نشر المعلومات والبيانات الخاصة:
قد يقوم الأطفال بنشر بيانات شخصية بشكل عام من دون قصد أو بسبب عدم ادراكهم لمفهوم الخصوصية، كنشر صورٍ عائلية أو نشر عنوان المنزل أو المدرسة، وغالبا ما يستغل المخترقون براءة الأطفال وثقتهم وفي بعض الأحيان يستدرجونهم للقاء بشكل شخصي، أو يستدرجونهم للإفصاح عن معلومات سرية أو شخصية عنهم وعن أسرهم، كنوع من الهندسة الاجتماعية (Social Engineering) المستخدمة بشكل واسع من في عمليات الاختراق المختلفة.
يجب على الآباء والمعلمين توضيح المعلومات التي لا يجوز نشرها أو اخبار أحد بها بدون علمهم للأطفال، وتدريبهم على ذلك.
تنزيل الفايروسات والبرمجيات الضارة:
ويحدث ذلك بأن يقنع المخترقون الأطفال بتنزيل ألعاب وهمية أو النقر على روابط يمكن أن تنقلهم إلى مستويات أعلى من اللعبة، وغيرها من الأمور التي تكون خادعة للأطفال بصورة خاصة.
ومن أهم تدابير الوقاية والحماية التي يمكن أن نقوم بها للتصدي لهذا الخطر، هو التحدث إلى أطفالنا بأريحية ومتابعة ما يحدث بحياتهم وتوعيتهم بهذه المخاطر التي قد يتعرضون لها على شبكة الإنترنت.
اقرأ أيضا: أجيال الويب : التقنية في خدمة البشر
أهداف اليوم العالمي للإنترنت الآمن:
يُعتبر اليوم العالمي للإنترنت الآمن فرصة سنوية من أجل التوعية بأهمية الحفاظ على خصوصية بيانات المرء الشخصية وحمايتها من التهديدات والمخاطر الإلكترونية المختلفة، في وقت صار فيه من غير الممكن الاستغناء عن شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في الحياة اليومية، ويمكن تحديد النقاط التالية كأهداف لليوم العالمي للإنترنت الآمن:
- العمل على رفع الوعي بمخاطر استخدام الإنترنت بشكل خاطئ، خاصة للمراهقين والأطفال.
- تطوير معايير وأنظمة أخلاقية وسلوكية لائقة عند استخدام الإنترنت.
- التوعية بمدى أهمية الحفاظ على خصوصية الآخرين.
- تعزيز العمل المشترك لإيجاد آليات مناسبة للاستخدام الآمن للإنترنت.
- رفع الوعي بالعواقب القانونية للاستخدام السيء الإنترنت.
- العمل على توفير أدوات الحماية والمراقبة لاستخدام الشرائح الأصغر سنا.
نصائح من أجل الحفاظ على خصوصية مستخدمي الانترنت:
- استخدام مكافح فيروسات (Anti-Virus) من شركة موثوقة على كل أجهزتك لضمان الحماية الكاملة لها وتحديثها بشكل دوري.
- تفعيل خاصية التحقق من صاحب الحساب عن طريق إرسال رسالة نصية إلى تليفونك الخاص وذلك من خلال ربط حسابك الشخصي على فيسبوك وتويتر وانستجرام وجوجل برقم الهاتف الخاص بك وتعد هذه الميزة من أعلى معدلات الأمان.
- تحديث التطبيقات الخاصة بك وذلك من أجل الحصول على الإصدارات الحديثة، والتي تحتوي على نسبة أمان أعلى، وتوفر حلًا للكثير من المشاكل والثغرات التي كان يستخدمها المخترقون في الإصدارات القديمة.
نصائح فيسبوك لحماية أطفالك على الإنترنت:
قدم أنتيغون ديفيس رئيس الأمن العالمي لدى فيس بوك مجموعة من النصائح للآباء لحماية أطفالهم على الإنترنت وكانت النصائح كالآتي:
- اعتماد قواعد واضحة لاستخدام الأطفال للإنترنت، وتحديد ما هو مباح وما هو محظور.
- أطفالك سوف يفعلون ما تفعل وليس ما تقول، وهي قاعدة من أساسيات التربية فأنت قدوة لأولادك فلا يمكن أن تمنعهم من الولوج إلى الإنترنت في أوقات متأخرة وتفعل أنت، فأنت بالتأكيد تنقل تجربة سيئة لهم.
- تدخَّل في وقت مبكر وقم بوضع الشروط، وذلك من خلال مراقبة حساباتهم الشخصية ومتابعتها أولًا بأول حتى تكون على علم بكل ما يشاهده طفلك عبر شاشة الكمبيوتر.
- اختر الوقت المناسب لإسداء النصائح لأطفالك، وبما يتناسب مع أعمارهم، فمثلًا لا يمكن أن تنصح أبنك بالقيادة بشكل معين وهو ما زال في الثامنة من عمره، وكذلك الحال بالنسبة لاستخدام الانترنت.
- اطلب من طفلك أن يعلّمك، فهذه الطريقة تفتح آفاقا جديدة للطفل وتنمي لديه مواهب متعددة وتخبرك دائمًا بكمية ونوعية المعلومات التي يعرفها ابنك.
تشارك شركة لمة لتقنية المعلومات بفاعلية في كل الأحداث المحلية والدولية التي
تخص تقنية المعلومات، خاصة فيما يتعلق بالأمن السيبراني (Cybersecurity)،
وتقدم لزبائنها حلولا أمنية تمكنهم من الاستخدام الآمن والموثوق
لشبكة الانترنت وأنظمتهم المحلية.
0 تعليق